وكالة شدن الاخبارية

وكالة اخبارية متخصصة في الشان العراقي

خبراء: إنهاء مهام “يونامي” يؤكد نجاح العراق في صناعة الاستقرار والتوجه نحو الشراكات التنموية

أكد مسؤولون وسياسيون وخبراء عراقيون، اليوم السبت، نجاح الدولة العراقية في الانتقال إلى مرحلة “الدولة الطبيعية”، القادرة على إدارة شؤونها الداخلية والخارجية بكفاءة وسيادة، وذلك في أعقاب القرار التاريخي بإنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، مع التأكيد على استمرار التعاون مع المنظمة الدولية ووكالاتها المتخصصة على أسس الشراكة التنموية والاحترام المتبادل.
استثمار الاستقرار لإنهاء البعثة
وفي هذا الإطار، قال مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي: إن “الدولة العراقية نجحت في صناعة الاستقرار، وأصبح العراق بلدًا مستقرًا وتنمويًا يمارس سياسته الداخلية لتلبية مطالب الشعب، وينظر إلى المواطنين بمنظور المواطنة الشاملة في توزيع الدخل والخدمات”.
وأوضح علاوي، أن “هذا الاستقرار هو ثمرة عمل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، الذي استثمر الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لإنهاء مهام بعثة (يونامي)، بالتزامن مع استمرار العلاقات مع الأمم المتحدة ووكالاتها السبع عشرة”، مؤكداً، أن العراق يمارس اليوم “سياسة خارجية مستقرة قائمة على احترام المصالح المتبادلة وملتزمة بدعم الأمن والسلام”.
وأشار مستشار رئيس الوزراء إلى أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع العراق بوصفه “دولة مستقرة وطبيعية تمارس دورها في النظام الدولي”، لافتاً إلى، أن “وصول العراق لهذه المرحلة هو نتيجة نجاح سياسي مستقر ونجاح دبلوماسي، تمثل بقيادة القمة العربية بدورتها الـ 34 ورئاسة مجموعة الـ 77، وهو ما يعد جزءاً من “استعادة السيادة الوطنية ومكافأة مستحقة للشعب العراقي”.
تحول العلاقة إلى شراكة سيادية
من جانبه، أكد القيادي في ائتلاف النصر أحمد الوندي، أن “إنهاء عمل بعثة (يونامي) يُفهم بوصفه انعكاساً لتحول في طبيعة العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، وانتقالاً من مرحلة الدعم السياسي المباشر إلى مرحلة شراكة تقوم على السيادة والاحترام المتبادل”.
وأضاف الوندي أن طلب العراق هو “مؤشر على نضج نسبي في أداء مؤسسات الدولة واستقرار الإطار العام لإدارة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية”، مبيناً أن العلاقة المستقبلية ستتجه نحو “تعاون تقني وتنموي عبر الوكالات المتخصصة، بما يعزز استقرار الدولة ويدعم قدرتها على مواجهة المتغيرات”.
العراق يمتلك مؤسسات دستورية راسخة
بدوره، اعتبر المحلل السياسي علي البيدر، في حديثه أن الخطوة تمثل “نجاحاً كبيراً للعراق على مختلف المستويات”، مبيناً أن الحاجة لـ(يونامي)، التي جاءت لملء فراغ ما بعد 2003، “انتفت اليوم بعد أن أصبح العراق يمتلك مؤسسات دستورية راسخة ودستوراً وحكومة وقضاءً، وإمساكاً بزمام الأمن بقدرات وطنية”.
وأكد البيدر، أن “العلاقة تحولت إلى علاقة طبيعية شبيهة بعلاقة الأمم المتحدة مع الدول المستقرة”، وأن هذا القرار ليس قطيعة، بل “خطوة باتجاه تطبيع العلاقة ونقلها إلى مسارات حقيقية تعكس رغبة العراق في الانتقال من حالة المتابعة والإشراف السياسي إلى التعاون”، ولفت إلى أن مجالات التعاون المستقبلية ستركز على “التنمية ودعم القطاع المالي وبناء القدرات والتعليم والصحة وتغير المناخ وحقوق الإنسان”.
مؤشر على التعافي والسيادة الكاملة
وفي السياق ذاته، بين الأكاديمي والسياسي غالب الدعمي أن “انتهاء مهام الأمم المتحدة مؤشر على تعافي العراق اقتصادياً وأمنياً، وعدم حاجته لتدخل مفصلي أو جوهري من قبل (يونامي)”، مؤكداً، أن “العراق دخل مساراً حقيقياً نحو بناء بلد مستقر ومستقل بعيداً عن التدخلات الأجنبية”.
السوداني وغوتيريش يفتتحان “الفصل الجديد” من الشراكة
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعلنا، في مؤتمر صحفي مشترك في بغداد، عن بداية “فصل جديد” في العلاقة بين العراق والمنظمة الدولية.
وثمّن رئيس الوزراء “مسيرة عمل بعثة يونامي منذ تأسيسها عام 2003″، مؤكداً أن “انتهاء مهمة البعثة لا يعني نهاية الشراكة، وإنما تمثل بداية فصل جديد من التعاون، خصوصاً في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي الشامل وتقديم المشورة”.
وأكد السوداني، أن “ملف العلاقة انتقل اليوم من جهود إدارة الأزمات إلى جهود التخطيط التنموي طويل الأمد والاعتماد على الجهود الذاتية”، مشيراً إلى، “النجاح في ترسيخ دعائم الديمقراطية عبر إجراء الانتخابات والالتزام بتنفيذ الدستور”.
من جانبه، أشاد غوتيريش بـ”شجاعة العراق وثباته وإصراره في التغلب على الإرهاب والتدخل الخارجي والطائفية”، مبيناً، أنه “مع إغلاق البعثة ستظل هناك وكالات للتنمية الحيوية والبشرية، ونقف مع العراق لبناء بلد مزدهر ومستقر”.
وأعلن رئيس الوزراء تسمية أحد شوارع العاصمة بغداد باسم “شارع الأمم المتحدة” ووضع نصب تذكاري تكريماً لدور المنظمة في العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *