وكالة شدن الاخبارية

وكالة اخبارية متخصصة في الشان العراقي

“حين ابتسمت السماء: حكاية ولادة الزهراء 20 جمادى الآخرة”

في ذلك اليوم المبارك، لم يكن الفجر كعادته، وكأن نورًا جديدًا هبط إلى الأرض ليصافح ضوء الصباح. يومُ ولادة فاطمة الزهراء عليها السلام لم يكن حدثًا عابرًا في التاريخ؛ كان ولادة الرحمة في قلب بيت النبوّة، وبدء فصل جديد من الحنان الإلهي الذي ينساب على العالم عبر ابنةٍ ستكون أنقى النساء قلبًا وأطهرهن أثرًا.

يُروى أن بيت خديجة رضي الله عنها امتلأ بالسكينة، وأن روحًا من نورٍ أشرقت في وجه الأم الطاهرة يوم حملت بين يديها طفلتها الجديدة. لم تكن تعلم خديجة حينها أن هذه الصغيرة ستصبح أمًّا للأئمة، وسيدةً لنساء العالمين، وبضعةً من قلب النبي محمد ?.

في ذلك اليوم، وقف النبي الكريم أمام مهد طفلته، وعيناه تحملان مزيجًا من الدهشة والامتنان. رأى فيها ظلّ الرحمة التي بعثه الله بها، ورأى فيها امتدادًا للعطف الذي يختبئ في أعماق رسالته. حملها بين ذراعيه، فكانت كأنها قطعة من السكينة تهبط على روحه، وكأنه يضمّ العالم بكل ما فيه من خير.

كان يوم ولادتها يومًا تنفست فيه السماء برائحة رضا، واكتست فيه الأرض بثوب من سلام، لأن فاطمة لم تكن مجرد مولودة جديدة؛ كانت وعدًا سماويًّا بأن النور سيظل قائمًا مهما اشتد ظلام الزمن. كانت هدية الله لرسوله، وهدية الرسول لأمّته.

ومنذ تلك اللحظة، كُتب لاسمها أن يصبح رمزًا للحبّ الطاهر، وللقلب الذي لم يعرف سوى الرحمة، وللحنان الذي كان يمسح آلام أبيها ويضيء دروب المحزونين. إن يوم ولادتها ليس ذكرى تُروى فقط، بل شعاع أمل يتكرر في كل قلب يذكرها بمحبة، وكل روح تتعلم منها معنى الطهارة، ومعنى أن يولد النور في هيئة إنسان.

سلامٌ على ذلك اليوم الذي ابتسمت فيه السماء،
وسلامٌ على الطفلة التي أصبحت زهراء الدنيا،
وسلامٌ على الحب الذي بقي خالدًا منذ لحظة ميلادها… وحتى آخر نبض يعرف معنى النور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *